languageFrançais

غياب مظاهر الاحتفال بيوم الشهيد في القصرين

8 جانفي 2011 كان يوما مفصليا في تاريخ الثورة التونسية، فبعد أن استكانت التحركات التي شهدتها البلاد نهاية 2010 وبداية 2011، إلى التهدئة النسبية، ثارت تالة والقصرين، فجوبه شبابها المطالب بالحياة بالرصاص، في النجارية وفي حي الزهور والنور والسلام وشارع الدولاب. ليسقط صلاح "الطير" شهيدا، وليرتقي عدد من شبان تالة والقصرين، في يوم كان دمويا بكل المقاييس في تاريخ الجهة. وليحرّك بعدها مشاعر الناس بالظلم والبطش إلى حدود اسقاط النظام ذات 14 جانفي 2011.

ومنذ سنة 2012، دأبت القصرين على الاحتفاء بهذا اليوم، بتظاهرات مختلفة، لكن سنة 2025، كانت مختلفة، بغياب كل مظاهر الاحتفاء بيوم الشهيد. ففي تالة تم تنظيم أيام ثقافية للحديث عن الثورة، أما في القصرين فلا توجد إلى حدود كتابة هذه الأسطر ما يوحي بإحياء هذا اليوم، وهو ما دفع عددا من الناشطين ومن عائلات شهداء الثورة، إلى التعبير عن استيائهم عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، ومنهم من ذهب إلى تفسير غياب مظاهر الاحتفاء بيوم الشهيد في الجهة، بكونه محاولة لطمس تاريخ هام مرت به البلاد ودفعت فيه القصرين كلفة باهضة بتضحيتها بقاطرة شهداء وجرحى دافعوا عن كرامة كل التونسيين، ويستحقون، في ظل غياب النقلة التنموية النوعية، حركة رمزية تخلد نضالات أجيال.

برهان اليحياوي